غرامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

غرامي

عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فضلُ الإسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
king




المساهمات : 173
تاريخ التسجيل : 24/08/2007

فضلُ الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: فضلُ الإسلام   فضلُ الإسلام Icon_minitimeالسبت أغسطس 25, 2007 12:31 am

عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق


جعلَ اللهُ الإسلامَ ديناً خاتماً ، و رضِيَه من عباده ، و ما كان ذلك إلا لمَيْزةٍ تميَّزَ بها الإسلامُ عن سائرِ الأديان الأخرى ، و خصوصيةٍ خُصَّ بها دون غيرِه ، و هذه المَيْزة و الخصوصية دالةٌ على فضيلةٍ لهذا الدين على سواه من الأديان السماوية و الأرضية .
قال تعالى : { و َمنْ يَبْتَغِ غيرَ الإسلامِ ديناً فَلَنْ يُقْبَلَ منه } ، و قال تعالى : { اليومَ أكملتُ لكم دينكم و أتممتُ عليكم نِعمتي و رضيتُ لكم الإسلام ديناً } .
و تميُّزُ الإسلامِ نصَّ عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله : " أحبُّ الدين إلى الله الحنيفيةَ السَّمحة " .
و فضائلُ الإسلامِ كثيراتٌ جداً ، اهتمَّ بها علماءُ الإسلام و فقهاؤه ، و بيَّنوا حقائقَ الإسلام ، و أبانوا عن سِرِّ تميُّزِ الإسلام .
إلا أنَّ هذه الفضائلُ ظهورها و بيانها كائنٌ في الأفعال و الأقوال أكثرَ منها في الأذهان أو السطور ، فلن يعترفَ غيرُ المسلمِ بفضيلةِ الإسلامِ إلا حين ينظرُ لها ظاهرةً في واقع أهله ، و أما إذا كانت غير ظاهرةٍ فإنه سيتخذُ موقف المكذِّبِ المُنكِرِ .
و أبينَ ما كانت هذه الفضائلُ في عصور الإسلامِ الأولى ، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : " خيرُ الناسِ قرني ، ثمَّ الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " فالوصف بالخيريةِ يتَّجِهُ نحوَ السائرين على نهجِ النبي صلى الله عليه وسلم ، و السالكين طريقته النيِّرة ، حيث قال : " تركتم على البيضاء ، ليلُها كنهارها ، لا يزيغُ عنها إلا هالك " ، و أما من كان منحرفاً عن جادته فليس محسوباً عليها معنى ، و إن كان محسوباً عليها حِسَّاً .
ففي حالِ أهل هاتيك القرون نرى حقيقة الإسلام المنصوص عليها في الحديث السابق ، و هي سماحته ، و لُطفُه ، و رحمته ، و شفقته ، و لينه ، و ليس فيه أضدادُ هذه الصفات ، و إن كانت فهيَ مُبَطَّنَةً بها .
على أننا نلحظُ أنَّ فضائلَ الإسلامِ جاءت على أهلِ الإسلامِ و غيرهم ، فليستْ خاصةً بالمسلمين ، بل الكفار تمتعوا بفضائل الإسلام ، و هذه من فضائله و ميزاته .

و فضائلُ الإسلام كثيرةٌ ، و إيجازها صعبٌ ، و لكن كافٍ من السِّوارِ إحاطته بالمِعْصَم .

فمنها :
1. عِصمةُ الدَّمِ ، فإنَّ دينَ اللهِ الحقَّ جاءَ عاصماً للدمِ ، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : :" أُمرتُ أنْ أُقاتلَ الناسَ حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، و أني رسول الله ، و يقيموا الصلاة ، و يؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها ، و حسابهم على الله تعالى " .
فليسَ الدمُ مُهدراً و لا مُسبَّلاً لكلِّ ذواقٍ للدماء ، و إنما هناك ضمانات للدمِ المعصوم ، حتى دمَ الكافر لم يكُنْ مُراقاً إلا بعد التدرُّجُ و التنقُّلُ إلى أن وصلَ الأمرُ إلى إعلان الحرب ، و حتى الحربُ لا تكون إلا بأدبِها و فقهها ، فليستْ مهملةً .

2. اليُسرُ و السَّماحةُ فيه ، فليسَ دين اللهِ تعالى موصوفاً بالشِّدَّةِ و الغِلْظة و القسوة ، كيف يكون هذا من دينٍ يأمرُ فيه نبيُّه صلى الله عليه وسلم بالإحسان في كلِّ شيءٍ حتى الحيوان ، فيقول صلى الله عليه وسلم : " إنَّ الله كتبَ الإحسان على كلِّ شيءٍ ، فإذا قتلتم فأحسِنوا القِتلة ، و إذا ذبَحتم فأحسِنوا الذِّبحة " .
و سماحته بيِّنةٌ ظاهرةٌ في سيرةِ النبي صلى الله عليه وسلم ، و في تعامله مع جميع أصناف الناس و أنواعهم و مراتبهم .

3. كماله و جماله ، فإننا نرى الإسلامَ وصفه الله و خصَّه بالكمال ، كما في قوله تعالى : { اليومَ أكملتُ لكم دينكم و أتممتُ عليكم نِعمتي } ، و كمالُه اقتضى أنَّه ليس بناقصٍ ، و لا يقبلُ زيادةً ليست على أصوله المشروعة .
و هو جميلٌ ، ففيهِ رعايةُ جانب الجماليات الإنسانية ، و الجماليات الكونية ، و كان وصفُ الجمالِ واضحاً في شرائعِه ، يقول تعالى آمراً بالجمال عند الصلاة : { خذوا زينتكم عند كلِّ مسجد } ، فليسَ فيه بذاذةً صارفةً عن حقيقةِ الجمال ، لذلك كان أهل العلم المحققين متصفين بالجمال في جميع أحوالهم .

4. صفاؤه و نقاؤه ، و هذه فضيلةٌ رعاها الإسلامُ و لَمْ يَرْعها غيره من الأديان ، و إن كانت فيها فليست على وجهِ كمالٍ فيه ، فإنَّه اهتمَّ بجانب الصفاءِ و التنقية ، فليس المرءُ إلا روحاً و جسداً ، و الإسلامُ جاءَ بالعنايةِ بهما كليهما ، قال تعالى : { و نزَّلنا عليك الكتابَ تبياناً لكلِّ شيءٍ } ، و سئلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام ، فقال : " أن تُسْلِم قلبَك لله ، و أن تولِّيَ وجهك إلى اللهِ ، و أن تُصَلِّيَ الصلاةَ المكتوبةَ ، و تؤديَ الزكاة المفروضةَ " رواه الإمام أحمد .
فاعتنى بظاهرِ المسلم و بباطنه ، فكما جاءَ مبيِّناً الشرائعَ الظاهرة ، فكذلك جاءَ مبيِّناً الدقائقَ في تهذيب القلبِ ، و تزكية النفس ، قال تعالى : { و ابعثْ فيهم رسولاً من أنفسِهم يتلوا عليهم آياتكَ و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمةَ } .

5. شموليته ، فليس منحصراً في زاويةٍ ، في معزِلٍ عن أمور الحياة الأخرى ، و إنما جاءَ مكملاً لجميعِ الضروريات و الاحتياجات و الكماليات الدينية و الدنيوية ، الفَرْدية و الجماعية ، قال تعالى : { و نزَّلنا عليك الكتابَ تبياناً لكلِّ شيءٍ } ، و قالَ : { ما فرَّطنا في الكتابِ من شيءٍ } ، و ما يزعمه بعضٌ من أنَّ الإسلامَ في منأى عن الحياة الإجتماعية فإنَّ حالَ الإسلام ، و كتابَ الإسلام ، و دينَ الإسلام يُكذِّبُ ذلك .

هذه جملةٌ من الفضائلِ ، جاءتْ في إيجازِ و اختصارٍ ، و هي غيضٌ من فيضِ فضائلهِ العظائم ، و التتبُّعُ لها مُتعبٌ للمتتبِّعِ ، نفع الله بها .
و صلى الله و سلمَ على سيدنا محمدٍ و على آله و صحبه

كتبَ
عبدُ اللهِ بنُ سُلَيْمان العُتَيِّق
16/11/1426هـ
الرياض

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فضلُ الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
غرامي :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: