ولازلتَ فتًى يُخبركَ صوتُكَ بأنكَّ "الآن.."..!
هل حاولتَ دونَ السؤال.. أن تكبُر..
وأن تقبضَ على الثمـارِ المعلّقَة أعلىَ هضابِ الأرض دونَ الحاجةِ إلى إطالةِ نفسكَ بتكديسِ الحجارةِ تحتَ أناملك..؟
من الصعبِ أن تجدَ في عمرٍ قلَّتْ فيه المعجزاتُ حجارةً تقتنعُ بالدخولِ فيكَ والتحوّلِ إلى لحمٍ وعظمٍ وسنتميتراتٍ جديدة تُضيفُ إلى طولكَ "هيبـةً" وإلى شكلكَ بعضَ الظهـورِ والبـروز..!
.. ومعَ ذلك../
حتى وإن إرتكبت الأرضُ فيكَ مُعجزةً ..فـَ "لنْ تكبُر.."
/
فأنتَ لم تحاولْ حتى أن تقولَ شيئًا ليسمعكَ الناس...
فكيفَ إذنْ ستجدُ الماءَ دونَ أن تحفرَ في الأرض وتُحدثَ في صلابتهاَ خدوشًا تجعلهاَ تهابُك وتُتمتمُ بإسمكَ لأعماقهاَ فتتزلزلُ ويسقُطَ كلُّ شيءٍ.. والثمـارَ المعلّقـة..!
.. ومعَ ذلك.../ لن تكبُر..!
فقدْ سبقتكَ الأرضُ، وشاختْ...
أضحتْ صمّاءَ لا تسمع...
ومشلولةً لا يضرّهاَ النخرُ في أعضائهاَ البكماء...!
//
قد رويتُ حكايتكَ للفصول،
فربماَ ترأفُ بكَ قليلاً ، وترسلَ لكَ الثمرَ عبرَ صواعقهاَ إلى شرفة حجرتك...!
.. ومعَ ذلك../ لن تكبر...
//
لا أخالُ العشقَ دربًا صائبًا لخطواتك،
فالعشقُ إثمٌ سيُغرقكَ في أوهامه ولن تكتشفَ عُهرَ القلوبِ التي عشقت منذُ الأزل إلاَّ بعدَ أن تجدَ نفسكَ تصارعُ سمًّا كنتَ قد شربتهُ جرّاءَ حبيبةٍ هجرتك...
ولن ينفعَكَ الندمُ حينها،
ولا شتمُ خيالاتِ تلكَ الحبيبة....
/
وإن إستطعتَ الإنصاتَ لأولئكَ الذينَ ماتواُ من "الحبّ" لعرفتَ كم مستنقعاتٍ من الندم غرقتْ بها مقابرهم...
ولكنَّ شللَ أفواههم لا يُنطقهم...
/
هـي مأساتي أيضًا،
ولكني أحاولُ أن أجعلكَ تبلغُ تلكَ السعادةُ التي دُفنَ من أجلهاَ الكثيرونَ ولم يبلغوها...
سأحــاول...!
ليسَ لأنكَ أفضلُ منهم...
بل لأنكَ لازلتَ "لم تكبُر"... مثلهم...!
//
إليه .. حينَ يكبر.. و"أحبـّه"..!
كأنناَ لم نعِشْ في هذه الدنيا،
وما ظننّاهُ ثلجًا يُخرجُ للدنياَ كوكبًا أبيض أضحىَ ساحةً تعلوهاَ نقوشٌ سوداء..
*
كأنناَ لم نرسُم للشرقِ شمسًا أخرى تسطعُ ضفائرهاَ على الأرضِ فتُحييها..
ولم نبنِ من أكوامِ الحجارةِ بيوتًا لملايين المشردين..
/
قُلْ لي إذنْ ..
أي وهمٍ شاسعٍ وضعتَهُ أمامي كي تسُدَّ بعظَمَتهِ سوءَ الحقيقة؟
وأي شمسٍ تلكَ التي جعلتني أُؤمنُ بأنهاَ من أجلنا..؟
...
..
..
وأيُّ خائنٍ..أنت..؟
/
قبلَ لحظةٍ ...
تقاسمناَ رغيفَ الوجودِ معًا..
كُنَّا طفلين لا يقوىَ أحدناَ على فراقِ الآخر ..
وإذا حلَّ شيءٌ وأجبرناَ على إبعادِناَ عن بعضناَ،
أبكي .. وتبكي..
وتثورُ الأرض بزلازلهاَ "المُشفقةِ" كي تشغلَ الذينَ نوُوا تفريقناَ .. عنّا..
ونحملُ قوبناَ المُرتعشةَ ونمضي.. إلى ظلٍّ لا يعرفهُ أحد...
لنجتمعَ من جديدٍ.. ونرتـاح...
/
ألمْ نرسُم أحلامناَ بأياديناَ على صفحاتِ الرملِ فكُنتُ أحملُ الغصنَ وأخطُّ بهِ دُنياناَ القادمةَ ...
وأنتَ.. تطبعُ قبضتكَ على يدي... وتضغطُ عليها...
ليكونَ حلمناَ أقوىَ وأوضح..؟
//
ألَمْ..؟
//
ألمْ....
//
سأكتمُ بعضًا من غيضي ...
وأُسكتُ دمعًا زلزلَ قلبي .. دونَ أن توقفهُ محاولاتُ النسيان البائسة...
يجبُ أن أفعلَ ذلك...
لكي أعيشَ.. لمن يريدونني...!
//
فلازلتُ أحتاجُ لهم... "لأكبــر"...!